
فيروس كورونا كغيره من الفيروسات والأمراض لا يفرق بين مؤمن وغير مؤمن، بين مسلم ومسيحي ويهودي وبوذي وهندوسي وملحد وربوبي ولا أدري. إنه فيروس يبحث عن جسد مستضيف لينهكه ويدمره. انه الفيروس الذي بدأ بمنطقة ووهان في الصين وأدى لوفات ما يزيد عن 3000 شخص في الصين وانتقل الى أوربا التي تعتبر فيها إيطاليا الأكثر تضررا حيت نقرأ في الأخبار ان مئات الأشخاص يتوفون في ظرف 24 ساعة وفاق اجمالي الوفيات 5000 شخص. كما يجتاح الفيروس مختلف دول العالم الان منها المغرب حيت بلغ إجمالي الإصابات 109 حالة منها 3 حالات وفاة و3 حالات شفاء، مما أدى بالبلاد إلى إعلان حالة الطوارئ.
استفدنا من كورونا أن الإهتمام بالصحة وتمويل البحث العلمي والرقي بمنظومة التعليم كلها حاجيات ملحة لا تقل أهمية من بناء المساجد وتمويل الأنشطة الدينية. فلدينا ألاف المساجد لكن ليس لدينا ما يكفي من المؤسسات الصحية لمواجهة الأزمات المماثلة، كما ان مستشفياتنا معروفة أيضا بجودتها الرديئة في عدة مستويات ويكفي كدليل ما يتناقله الإعلام من تقارير عن الصحة، التي لا ينكر أحد أنها ليست في المستوى المطلوب في هذا البلد.
نستفيد أيضا من كورونا أهمية التعليم الحديث العصري الذي ينبغي ان يرتكز على العقلانية والحداثة والتقدمية بحيث يتضمن مضامين التفكير النقدي والمنهج العلمي وليس تقديس الماضي وملئ المقررات بالغيبيات، إذ لو كان لدينا التعليم العصري الذي أنشده لما خرج مجموعة من الغوغاء في كل من طنجة وفاس وسلا... قبيل الساعة الواحدة صباحا اليوم في طقس ديني جماعي للدعاء والصراخ باسم الله والرسول لرفع البلاء، ولا يعرف هؤولاء الحمقى انه بخرجتهم تلك يهددون حياتهم وحياة باقي المغاربة، لأن الفيروس ينتشر أكثر في التجمعات الكثيفة حيث اللعاب والتلامس بالأيدي كلها أمور تسهل إنتقال الفيروس. فلولا الجهل لما خرج هؤولاء المغيبين بداعي الدعاء. انهم في حقيقة الأمر يحفرون قبورهم وقبور الآخرين. فنحنا لا حاجة لنا للمهوسين بالدعاء والعالم الآخر ليزيدو الطين بلة ويهددو صحة باقي المواطنين.
تنظر للأطر الصحية تبدل مجهودا وكذلك قوات الأمن العمومية وقلق الناس بخصوص الحاجيات اليومية الضرورية من خبز وخضر وماء وكهرباء... كلها أدلة واضحة وضوح الشمس على ان الناس متشبتون بالحياة وبهذا الكوكب الازرق رغم ايمانهم بالقدر واعتقداهم ان الدنيا تافهة ومجرد قنطرة. لكن شتان ما بين الإعتقاد والممارسة على أرض الواقع.
نستفيد إذن من كورونا ان الرقي بمنظومة التعليم وبناء المستشفيات وتمويل البحث العلمي أهم بكثير من نشر ثقافة التدين والأضرحة والشعودة وبناء المساجد المزخرفة. البحث العلمي ينفع المؤمن وغير المؤمن، وكذلك الطبيب في مصلحة المؤمن وغير المؤمن، في مصلحة المسلم واليهودي والمسيحي واللاديني... لكن المسجد ليس سوى في مصلحة المسلم، وهي مصلحة او حاجية نفسية لا أقل ولا أكثر. لا أستهين بالحاجات النفسية، لكن في إيطار الدين تلك الحاجة النفسية في الواقع من تأسيس الدين المنظم الذي ترعاه الدولة، كما يتم استغلالها أبشع استغلال من الأشخاص والمؤسسات على حد سواء.
الدروس التي نستفيدها من وباء كورونا:
نستفيد من كورونا مرة أخرى ان البشرية مهددة وتواجه مصيرا مشتركا على هذا الكوكب الازرق الصغير، وأنه عندها تذوب كل الأيديولوجيات والإختلافات السياسية ويصبح البحث عن العلاج واتخاذ الاجراءات الضرورية للحد من المرض اولوية قصوى للحكومات والمجتمعات. فكورونا لا يفرق بين الصين "الشيوعية" وأمريكا "الرأسمالية".استفدنا من كورونا أن الإهتمام بالصحة وتمويل البحث العلمي والرقي بمنظومة التعليم كلها حاجيات ملحة لا تقل أهمية من بناء المساجد وتمويل الأنشطة الدينية. فلدينا ألاف المساجد لكن ليس لدينا ما يكفي من المؤسسات الصحية لمواجهة الأزمات المماثلة، كما ان مستشفياتنا معروفة أيضا بجودتها الرديئة في عدة مستويات ويكفي كدليل ما يتناقله الإعلام من تقارير عن الصحة، التي لا ينكر أحد أنها ليست في المستوى المطلوب في هذا البلد.
نستفيد أيضا من كورونا أهمية التعليم الحديث العصري الذي ينبغي ان يرتكز على العقلانية والحداثة والتقدمية بحيث يتضمن مضامين التفكير النقدي والمنهج العلمي وليس تقديس الماضي وملئ المقررات بالغيبيات، إذ لو كان لدينا التعليم العصري الذي أنشده لما خرج مجموعة من الغوغاء في كل من طنجة وفاس وسلا... قبيل الساعة الواحدة صباحا اليوم في طقس ديني جماعي للدعاء والصراخ باسم الله والرسول لرفع البلاء، ولا يعرف هؤولاء الحمقى انه بخرجتهم تلك يهددون حياتهم وحياة باقي المغاربة، لأن الفيروس ينتشر أكثر في التجمعات الكثيفة حيث اللعاب والتلامس بالأيدي كلها أمور تسهل إنتقال الفيروس. فلولا الجهل لما خرج هؤولاء المغيبين بداعي الدعاء. انهم في حقيقة الأمر يحفرون قبورهم وقبور الآخرين. فنحنا لا حاجة لنا للمهوسين بالدعاء والعالم الآخر ليزيدو الطين بلة ويهددو صحة باقي المواطنين.
دليل على أننا لم نتخلى تماما عن الأرض
لقد عهدنا من رجال الدين قولهم ان هذا العالم مجرد دنيا فانية يختبرنا فيها الله، انه مجرد قنطرة للعالم الآخر المثالي بعد الموت. يقولون أن الأرض لا قيمة لها ولا ينبغي أن نتشبت بها، ونعمل من اجل "العمل الآخر".. في استهزاء واستهتار واستخفاف كامل بالأرض وعالمنا الطبيعي الذي على الأقل نراه ونحس به ونستنشق هواءه. لكن تلك مجر إدعاءات وأقوال سطحية نابعة من عقيدة دينية لأنه في واقع الأمر الناس يهتمون بالأرض أكثر. فهم يخافون من كورونا ويظلون في منازلهم ويبكون على من فارقهم ويقرأون الإجراءات الصحية التي ينبغي اتخاذها كما يقرأوون اخر التقارير من منظمة الصحة العالمية وباقي المؤسسات التي تعنى بالصحة. أعني انهم لا يسلمون أنفسهم لكورونا ببساطة خصوصا أن عدد منهم يعتقدون انه "ابتلاء من الله" وأيضا إذا اخذنا في الحسبان مسألة إيمانهم بمفهوم "القدر" (خيره وشره).تنظر للأطر الصحية تبدل مجهودا وكذلك قوات الأمن العمومية وقلق الناس بخصوص الحاجيات اليومية الضرورية من خبز وخضر وماء وكهرباء... كلها أدلة واضحة وضوح الشمس على ان الناس متشبتون بالحياة وبهذا الكوكب الازرق رغم ايمانهم بالقدر واعتقداهم ان الدنيا تافهة ومجرد قنطرة. لكن شتان ما بين الإعتقاد والممارسة على أرض الواقع.
نستفيد إذن من كورونا ان الرقي بمنظومة التعليم وبناء المستشفيات وتمويل البحث العلمي أهم بكثير من نشر ثقافة التدين والأضرحة والشعودة وبناء المساجد المزخرفة. البحث العلمي ينفع المؤمن وغير المؤمن، وكذلك الطبيب في مصلحة المؤمن وغير المؤمن، في مصلحة المسلم واليهودي والمسيحي واللاديني... لكن المسجد ليس سوى في مصلحة المسلم، وهي مصلحة او حاجية نفسية لا أقل ولا أكثر. لا أستهين بالحاجات النفسية، لكن في إيطار الدين تلك الحاجة النفسية في الواقع من تأسيس الدين المنظم الذي ترعاه الدولة، كما يتم استغلالها أبشع استغلال من الأشخاص والمؤسسات على حد سواء.
الوقاية من فيروس كورونا:
استغل هذا المقال لأشير لبعض النصائح الخفيفة التي ينصح بها مختلف الأطباء:- لا تخرج من البيت إلا للضرورة الخصوى
- لا تشارك ولا تقف بالقرب من أي تجمعات بشرية (كما فعل أولائك المغفلين في طنجة وفاس...)
- إبق بعيدا عن الأشخاص خارج البيت مسافة 1 متر على الأقل
- إستعمل المنادل الورقية للمسح لأنه يتم التخلص منها الى الأبد وليس منشفات يتم اعادة غسلها
- إغسل يديك بالصابون عدة مرات في اليوم
- إذا احسست بارتفاع في حرارة جسدك أو تكح وتسعل فابتعد عن الأشخاص الذين من حولك كالأقرباء واعزل نفسك، واتصل بالمصالح الصحية
- من حين لآخر قم بتعقيم الاثاث المنزلية من موائد ومرايا وكراسي .. بالكحول.
- صل في البيت لوحدك.
- اغسل الخضر والفواكه قبل إعدادها في المطبخ.