فتاة جذابة أنيقة جعلتني أحس بالحب بعد سنوات من نسيانه

دعنا نكتب عن فتاة جميلة ونعبر عما في قلوبنا تجاهها، فهي بالفعل جميلة وأثارت انتباهي منذ أول وهلة رأيتها فيها. لقد اكتفيت باستراقة النظر اليها كلما كانت لا توجه عينينها الجميلتين تجاهي. وقد حاولت ان احدثتها مباشرة عدة مرات لكنني أفشل كل مرة، لقد أعجبت بها كما سبب لي اعجابي هذا مشاكل معها، مشاكل او مشكلة تتفرع لمشكلات هي تدري منها فقط الواحدة، لكن بالنسبة لي كانت مشكلات وليس مشكلة. أتذكر انني عبرت لها عن مدى اعجبابي بها عبر الأنترنيت ولكنها لم تتقبل الفكرة ولم تكن مستعدة لها، كما انها اظهرت لي وجها اخر من وجوهها وربما عندما عبرت عن "شغفي" بها ازداد تعجرفها ونرجسيتها، وربما جعلتها تحس انها أجمل من في قاعة المحاضرات. لعلها تكون كذلك ولا سبيل للنكران.
فتاة جميلة
لكن المشكلة مشكلتي أولا قبل ان افكر في مشاكلها ومواقفها، فأنا لست متأكدا مما أريده بالضبط من فتاة، ففكرة الصداقة أتقبلها الى حد كبير بشرط أن لا يسبب لي الصديق(ة) صداعا، لأنني أحب ان اكون لوحدي في معظم الاحيان وأنظر لباقي المجتمع المغربي كمجتمع مغفل رغم ان فيه عدد من الاخيار لكن خيرهم يظهر دائما بطريقة مغفلة. ولست أدري بالتحديد كلمة "مغفل" الا انها سلبية، وربما قد أكون أيضا من المغفلين وأجهل ذلك.
أما بالنسبة للعلاقة الغرامية التي تتسم بالحب، فإن الامر يختلف عن ما كان عليه تلك الأيام التي قضيتها كتلميذ في الإعدادي والتأهيلي. ذلك أن ما تريده الفتاة هو ان تحبها بشدة، وهذا يمكن تحقيقه، وكذلك ان تراسلها يوميا وتعبر لها عن حبك وتهديها الورود وتقوم معها بنزهات كثيرة، وهذا ما لا أقدر عليه. وما يزيد الطين بلة ان الحب عند معظم الفتيات ينبغي ان ينتهي بالزواج والا فهو غير معترف به، ومشكلة الزواج هذه هي من المشاكل التي تؤرق هذا المجتمع، ومعظم الفتيات سواء كنا منفتحات حداثيات او متحفظات ومتدينات، لا يتقبلن العلاقات العابرة، لان العلاقة العابرة لها مكانتها عند الذين لا يربطون الجنس بالشرف والعهر ويعتبرونه نشاط او ظاهرة او غريزة كباقي الغرائز وحاجة ينبغي تلبيتها تماما كحاجة الإنسان للأكل والشرب وقضاء حاجته. لذلك فما تنظر اليه الفتاة في الشاب هو ما مدى امكانيته وقدرته على الزواج وتحمل المسؤولية، اي ان الشاب بالنسبة لها ينبغي ان يكون "مشروع زواج" وليس فقط صديق او رفيق. وفي جميع الاحوال انا لا ألوم احدا وقد وصفت فقط في هذه الفقرة ما هو كائن على أرض الواقع.
قلت إذن انني لا اعرف ما اريده من فتاة، خصوصا ان فكرة الزواج والاستقرار غير واردة لدي حاليا ولا أعمل عليها ولا استعد لها، ولعل هذا من ابرز الأسباب والحوافز التي جعلتني أظهر جبانا امام تلك الفتاة وأيضا لم أبدل جهدا "للحصول" عليها. رغم انها تحاول ان تظهر لي انها غير مهتة، لكن محاولتها تلك هي التي كشفت أمرها عدة مرات، الى درجة انني فكرت مطولا ما إذا كانت تحبني ام لا، فهي حسب قولها لا تهتم، لكن نظراتها وتصرفاتها تظهر العكس. هل تريد مني فقط ان احبها بشغف وألا اتوقف عن حبها مهما حدث، وتتلذذ هي بذلك الشعور دون ان تجعلني احس مثلها؟ في جميع الأحوال هي فتاة طريفة وذكية وجميلة وخجولة مثلي تماما (خجول حسب الظروف)، ولديها قوام جميل ومؤخرة مغرية ونهدين متوسطي الحجم، وعقلية منفتحة طبعا.
لكن، لست متأكدا من حبي لها، فكما تعلم عزيزي القارئ السخيف، أو لست كذلك، إذا لم نلتقي بشخص مباشرة ونتحدث ونتنزه معه قليلا، فكيف سنعرف ان حبنا له غير مزيف وهو كمثل الحب الذي نكنه لبعض مشاهير هوليود كالجميلة جوليا روبرتس (أحب شخصيتها اما مفاتنها فليس لديها سوى القليل) او انجيلينا جولي ؟ اي عندما تعجب بشخصية تقريبا هي وهمية بالنسبة لك ذلك انك لم تلتلقي بها مباشرة ولم تحدثها ولم تشرب معها القهوة؟ هذه هي المعضلة خصوصا بالنسبة للأشخاص مثلي الذين يتغير اعجابهم بالأشخاص بمجرد ان يلتقي بهم، ما عدا بعض الأقلية التي لا ينقطع اعهجابنا بها، مع ان هذه الاقلية هم من الأشخاص الذين لا تلتقي بهم الا نادرا.
لا أستبعد أبدا ان يتراجع إعجابي بها اذا التقيت بها عدة مرات وجلسنا حول فنجان قهوة ونتبادل الحديث، وسيتميز اللقاء الأول بالحماس والشغف وبعض الخجل، لكن بعد هذا اللقاء ستتناقص حدة الإعجاب شيئا فشيئا، فتصبح الفتاة كباقي الفتيات بالنسبة لي. فالإنسان يعجب إلى حد القدسية بما يجهله ولا يخالطه، وهذا من اسباب نجاح الأديان وانتشارها، وايضا سبب نجاح الشخصيات القائدة الغامضة في التاريخ ولو كانت دكتاتورية كهتلر أو ستالين. فأنا لا أزال معجبا بها نوعا ما لانني لم اتحدث معها مباشرة أبدا، ولم اجلس معها في طاولة ولم اشرب معها فنجان قهوة... لذلك أنظر اليها على انها جميلة وظريفة وذكية... الخ. وإذا ما قررت هي ان تلتقي بي ونتحدث قليلا، فهي تخاطربإعجابي بها، لانها غالبا ستزل منزلة الفتياتات العاديات ولن تكون مميزة special  بعدها.
لا أريد ان يفهم من خلال الفقرة السابقة أو قبلها ان يفهم أن كل من ألتقي به ونتحدث ونناقش - منهم الأصدقاء - انهم غير مميزين او انني احتقرهم. فتذكر عزيزي القارئ التافه (ة)، أو علك لست كذلك، أنني اتحدث هنا عن من نغرم بهم ونكن لهم الحب، الحب والعشق والإعجاب، الحب عندما تعجب بعقل الفتاة ومؤخرتها على حد سواء، ولا أتحدث عن الأصدقاء والصديقات الذين هم خارج تلك الدائرة وذلك النطاق الذي حددته. فأحترم الصديقات كثيرا وكذلك الأصدقاء ومنهم عدد قليل مميزين، لا أمل قضاء الوقت معهم. رغم انني أكره العلاقات التي ينتج عنها الصداع وعلاقات اللامعنى.
أما تلك الفتاتش (كما اكتبها احيانا على الفيسبوك)، فأتمنى لها النجاح في حياتها وتتزوج وتنكح على أربع، ولتفتخر بذلك، أما انا فحتى لو عبرت لي عن إعجابها بي وقالت "لنغرم ببعضنا ولنتزوج..."، فغالبا سيكون ردي هو الرفض خصوصا في الظرفية الراهنة، وربما سأسخر منها، لأن رأسي فيه ما يكفي من المشاكل ولن أطيق مشاكلها ومشاكل المتزوجين وذلك الضغط والثقل الذي من المؤكد انه اثقل من 1 سنتمتر مكعب من المادة النووية.